شهادة رقم 3
هل أتاكم خبر أم خباب... كانت تعتبر نفسها، ومازالت عروسا
جديدة ولها طفلان، بنت وخباب. هرب زوجها إلى فرنسا فأصبح "زوّار الفجر"
يزورونها في الليل والنّهار ومتى يروق لهم، ويطلبون منها إعداد الأكل والشرب ويتسوّرون
بيتها في أي وقت دون استئذان.
والشيء الوحيد الذي كانت تخشاه من الأبالسة هو أن يعتدوا
عليها أو على ولديها فكانت تتظاهر بالصبر وبالتجلد وتطيع الأوامر وكانت تستمد
قوتها من الاستعانة بالله وقراءة القرآن. وفي يوم من الأيام تدخلت محامية تونسية، ونجحت
في إقناع السلطات بلم شمل العائلة وإلحاقها برب البيت في فرنسا.
وذات يوم كانت ضيفة لدى أختي بفرنسا، وبعد الغداء قام
الجميع بالمشي في الحديقة إلا أن الجميع لاحظوا ان أم خباب كانت تتوقف أحيانا وتستعين
بأحد أبنائها لتستند عليه. وبعد أيام جاء خبر مرضها فحار زوجها والأطباء في علاجها
وبدأت عوارض الضمور في جسدها تظهر ويعزى ذلك لما كابدته من خوف وانفعالات في تونس
سببت لها كل الأمراض المستعصية. وشلّت من اليدين ثم من الرجلين ثم كل البدن فأصبحت
الآن ملقاة في الفراش، ولا يمكن تحريكها إلا بواسطة ممرضة بالنهار وأما في الليل
فهو دور زوجها الرجل المحب والوفي والذي يكدح طيلة النهار ثم يقوم بتغيير وضعها
عدة مرات في كل ليلة صابرا محتسبا. فعن أي حب وعن أي وفاء تتحدثون ؟