كنت شــــــــــــــاهدًا
(شهادة رقم 1)
في ذلك اليوم وصلت إلى قابس وكان الجو مشحونا وكان بعضهم
يتحدث بصوت خافت عن الشهيد خالد وأن رصاصةً غادرةَ أصابته أثناء مظاهرة سلمية. وعند
دخولي إلى منزل العائلة وجدت رجلا مسنّا واقفاً في فضاء المنزل وراء نخلة في وسط (الحوش)،
فبادرته بالسلام، وكان أخو الشهيد قد عرّفني أنه والد الشهيد خالد الخليفي. فبدأت
بتصويره دون استعداد وتوجّه إلي بالقول الآتي (شوفوا، أنا كان يبقى دمكم انتم حامٍ
وأنا في كل صلاة وركعة ندعي انوا دمكم يبقى ديما حامِ والنّصر انشاء الله يا رب
يجي بيديكم انتم وقتها ولدي يخش علي أو يظهر. أما كان دمكم برد وقتها ولدي مات او فات
القضية متعه). وجاءت والدة الشهيد مزغردة لتستقبلنا وأرادت أن تساعده، فعرفت لأوّل
مرّة أنّه رجل كفيف.