-
حوار مع منصف بربوش مخرج فلم "صراع"
التقت الحوارنت المخرج التونسي منصف بربوش خلال عرضه لفلمه الأخير "صراع، في مدينة بون الألمانية وكان لنا معه حوار حول الفلم الذي أثار كثيرا من الجدل مؤخرا في تونس بسبب القضية التي يطرحها، والمتعلقة أساسا بالانتهاكات ضد حقوق الإنسان في تونس خلال 23 سنة من حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن عليّ.
(قبل بداية العرض)
والمنصف بربوش هو مواطن تونسي من مواليد جزيرة جربة بالجنوب التونسي، درس فيها الى حدود التّعليم الثّانوي ثمّ درس التّعليم العالميّ في بلجيكا اختصاص تجارة و بعد ذلك درس في المعهد العالي للسينما في القاهرة وتخرّج منه سنة 1976.
أوّل أفلامه كان فلما روائيّا بعنوان "فوق حدود العقل" في القاهرة عن قصة ليوسف إدريس، ثمّ بدأ حياته في تونس من خلال أفلام أخرجها للتّلفزة التّونسيّة كان أوّلها فلم صمود، ثمّ حصار بيروت.
ثمّ أنتج سلسلة من الأفلام الوثائقية ، منها "أليس الصّبح بقريب" لتاريخ الحركة الاسلامية، و"تونس 87"، "الشّهادة"، ثمّ فلم "محاكمة تونس" في لندن، و أفلام أخرى.
وفي المهجر اشتغل في التّلفزة الكنديّة وعمل عدّة برامج اخبارية و
اجتماعيّة، كما قام بأفلام عديدة بعد الثّورة من بينها "9 أفريل"
و"الصّابرون" ثمّ "صراع".
كما ترأس لجنة المساجين السياسيّين في كندا لمدّة 10 سنوات ويشغل حاليا رئيس مركز توثيق حقوق الأنسان في تونس.
هاجر سرّا عبر صحراء ليبيا سنة 1990 قبل أن تبدأ هجمة "بن عليّ" على الحركة الاسلامية في تونس.
عاش في كندا الى حدود الثّورة و عاد الى تونس و بقي يتنقل بينهما من أجل هذا الفلم.
الحوار نت: كيف جاءتك فكرة إعداد هذا الفلم؟
المنصف بربوش: فلم صراع كانت فكرته أساسا في صحراء ليبيا أثناء هجرتي، كنت
أفكّر حينها كيف أستطيع تجسيد معاناة العديد من المواطنين التونسيّن والتّونسيّات في عهد الرئيس السّابق زين العابدين بن علي و قبله الحبيب بورقيبة، وكيف نستطيع توثيق تلك المعاناة وتأريخها.
كانت
تعوزنا الإمكانيّات لأنّ الأفلام السينيمائيّة لها كلفة باهظة ومجحفة، و
كانت هناك صعوبة أخرى في أنّ الفلم الوثائقي على أهميّته لا يستهوي المشاهد
كما الفلم الرّوائي، فقرّرت حينها أن أكتفي بالتّدوين و كنت أوثّق كثيرا، و
لكن لمّا عدت بعد الثّورة وجدت مظالما وآلاما أخرى أفظع ممّا كنت أتصوّره
وممّا وثّقته على مدى 35 السّنة الفارطة من الانتهاكات التّي مرّ بها
الشّعب التّونسي.
وقد كنت أوثّق الانتهاكات التي تعرّض لها المساجين السّياسيّين والشّهداء
زمن "بن عليّ" وبورقيبة، ووثقت الملاحم والبطولات التّي قام بها هؤلاء
المعارضون.
و كنت في ذلك الوقت قبل الخروج للمنفى أعدّ لسلسلة اخترت
لها عنوان "الذّاكرة الوطنيّة" وتحدّثت عنها في العديد من وسائل الأعلام.
وكنت أهدف إلى توثيق تاريخ الحركة الوطنيّة بعقليّة تصحيح التّاريخ وتصحيح
كتابته، وتحدثت في ذلك الوقت إلى السيّدة بشيرة بن مراد رحمها الله،
وتحدّثت كذلك مع السيّد محمّد البدوي العامري رئيس "صوت الطالب الزيتوني"
الّذي عاد سنة 87 بعد 30 سنة من المنفى، ووثّقت لمحمّد صالح النّيفر الّذي
كان طريح الفراش في ذلك الوقت وسجلت له آخر كلمات وبعد ذلك تمّ اعتقالي قبل
أن أغادر.
الحوار نت: ما أسباب الاعتقال ؟
المنصف بربوش: تمّ اعتقالي لاتّهامي بأنّي أنا "محمّد أمين" و أنّي أخرجت بعض الأفلام خفية بين فرنسا و بريطانيا حول انتهاكات حقوق الانسان في تونس و بالطّبع أنا أنكرت هذا و انتهت رحلتي بالهروب للأسف و الهجرة و بقيت 21 سنة في المنفى.
الحوار نت: اذن "محمّد أمين" هو منصف بربوش ؟
المنصف بربوش: نعم هذا الآن معروف وحتى البند 19 بالأمم المتّحّدة، كتب به أنّ المخرج التونسي "محمّد أمين" مضطهد من طرف النّظام.
الحوار نت: كيف بدأت رحلة الإعداد لهذا الفلم ؟
المنصف بربوش: بدأت الرّحلة مع السيّد حسين محنوش كاتب السّيناريو، وقد
بدأنا في تناول بعض شهادات الضحايا من المساجين السابقين وأهاليهم وأهالي
الشّهداء. وقد تأثر السيّد حسين من هول ما سمعه وتسبب ذلك في مرضه، وجعله
طريح الفراش لفترة، ثمّ بعد أن تعافى قليلا واصلنا العمل.
الحوار نت: لماذا تمّ منع عرض الفلم في أيّام قرطاج السّينيمائيّة ؟
المنصف بربوش: الفلم حُيّد من المسابقة و العرض، وما يؤكّد ذلك أنّه عادة كان يتمّ اختيار 3 عروض تونسيّة أو عرضين على الأقلّ إن لم يوجد انتاج تونسي.
والمهرجان أساسا لتشجيع الانتاج التّونسي، ولم يتم هذه السّنة سوى اختيار فلم تونسي واحد الّذي لم يستسغه النقّاد و الكثير من السّينيمائيّين.
عموما أريد تجاوز هذا الأمر لأنّ فلمي الآن خرج للنّور رغم كلّ الصعوبات، وسيعرض يوم 14 جانفي للعموم.
التّضييقات حصلت من عدّة أطراف، و أتمنّى أن تبقى تونس
في طريق حريّة الرّأي و حريّة التّعبير وغيرها من المكاسب التي حققتها
الثورة. ما حدث أفاد الفلم و ربّ ضارّة نافعة كما يقال، "وعسى أن تكرهوا
شيئا وهو خير لكم".
و أنا أقول أنّ العداء الذي تعرض له فلم "صراع" مردّه في اعتقادي إلى
التنازع على المناصب واختلاف الحساسيّات السّياسيّة. وهو عداء ايديولوجي
وفكري بالأساس ولا علاقة له بمصلحة الوطن أو بمنهجيّة العمل. وقد حُيّدَ
الفلم من العرض في أيام قرطاج السينمائية أساسا لأنّ محتواه يضرّ بالمنظومة التي أخرجتها الثورة من الباب الواسع ورجعت بعدها من الشباك.
الحوار نت: نهاية الفلم كانت تتحدّث عن الثّورة التّونسيّة والاتهام الذي يوجه إليك هو أنك نسبت الثورة للاسلاميين؟
المنصف بربوش: نعم، نهاية الفلم تحدّثت عن الثّورة التّونسيّة و لكن لم
أقصد بذلك أنّ الاسلاميّين هم الّذين قاموا بالثّورة و لكن كل الّذين
أضطهدوا سواء كانوا من الإسلاميين أو مما يسمي بالحقّ العام أو اليساريّين
أو النقابيّين أو حتّى رجال أعمال كلّهم خرجوا لردّ الظّلم ونادوا برحيل
نظام بن عليّ.
(بعد انتهاء العرض)
الحوار نت: هل أثبت لك التضييقات على فلم "صراع" أنّ الصّراع مازال متواصلا؟
المنصف بربوش: طبعا الصّراع مازال متواصلا لأن معركة اّلحقّ و الباطل لا تنتهي.
الحوار نت: المقصود من السؤال هو أن الآلة الّتي سببت الصّراع ما قبل
الثورة وطحنت البشر كما في الفلم هي ذات الآلة المتنفّذة اليوم؟
المنصف بربوش: هم مازالوا متنفّذين وسيبقون كذلك طالما أنّ تونس
مازالت لم تمض على طريق تحقيق أهداف الثّورة و طالما أن أهداف الثّورة لم
تتحقّق وهو ما يتطلّب أشهر وسنوات، ولكن هذا أمر معقول وعادي، وسنصل إن شاء
الله الى تحقيق الأهداف التّي قامت من أجلها الثّورة ونستطيع كشعب تونسي ذلك، كما فعلنا في الأيّام الأخيرة بالتّوافق.
وكنت تحدّثت في الفلم عن فكرة التوافق ومفهومها وأهميّة أن يضع
التّونسيّون أيديهم في أيدي بعض من خلال الحديث عن حركة 18 أكتوبر الّتي
لولاها، و لولا توحّد كلّ التّونسيّين لما سقط نظام بن علي.
الحوار نت: هل تعتقد أن هناك من يتعامل مع الثّقافة والإبداع في تونس على أنهما أصلا تجاريا خاص به دون غيره؟؟
المنصف بربوش: أعتقد أنّ الثّقافة في تونس
ليست حرّة، ونحن نريد ثقافة تتدخّل فيها الدّولة في ناحيتين فقط. النّاحية
الأولى هي النّاحية الماديّة من تشجيع مادي و النّاحية الثّانية هي
التّشجيع المعنوي ولكن لا تتدخّل في النصّ ولا العمل الابداعي ولا تتدخّل
في صلب المواضيع.
هنا أريد التّأكيد على أنّ بداية السّينما كانت على يد السيّد عبد الحقّ الأسود سنة 1964، وليس غيره، لأنّه هو من أحدث مهرجانات قليبية
لسينما الهواة، ومن هنا انطلقت الإذاعة والتّلفزة التّونسيّة، وبعد ذلك
أسس السيّد الطّاهر شريعة مشروع ال ( الجي سي سي)، مهرجان أيام قرطاج السنمائية.
و ما أودّ قوله هو أنّ الثّقافة يجب أن تُنحّي وتُحيّد وتُبتعد عن
السّياسة، صحيح لا تمنع عن التّحدث في السّياسة و لكن يكون ذلك بحريّة وليس
بتسليط الأمر والواقع، أو أن تكون تحت ضغوطات سياسيّة أو سلطويّة. وهذا
مهمّ جدّا، خاصة أن العشريّة الأولى من السّينما التّونسيّة كانت قد تحدّثت
عن الحركة الوطنيّة والكفاح وكانت تقول أنّ بورقيبة هو الّذي بدأ الكفاح
وهو الّذي صنع الاستقلال وغير ذلك، حتّى وصلوا في أحد الأفلام إلى تصوير
مشهد يطلب فيه الإمام من البطل في آخر الفلم نطق الشّهادة فيقول البطل :
"يحيا بورقيبة، تحيا تونس" ثمّ يموت على ذلك.
فكانت
الثّقافة تموّل من السلطة من أجل أن تروج أفكار السلطة، ونحن اليوم نريد
أن تستقل الثقافة عن السّلطة و تُروّج الأفكار بكلّ حريّة.
الحوار نت: فلم "صراع" شارك في بطولته أشهر الممثّلين التّونسيّين الذين شاركوا في أفلام تونسية أخرى رغم أن موضوع هذا الفلم مخالف تماما للأفلام السابقة؟
المنصف بربوش: شارك في فلم صراع العديد من العمالقة في الحقل الفنّي
التّونسي مثل صالح مصدّق وهشام رستم والسيدة حليمة داود ولمياء العمري
وصالح الجدي وآخرين كما شارك العديد من الشّباب الجدد الذين لم يعرفوا من
قبل في الساحة الفنية، وهو ما جعل إحدى الإعلاميات المعروفة بعدائها
للإسلاميين تتهكّم على الفلم بزعمها أن الممثّلين لا يمثّلون جيّدا.
و
كنت قد اخترت للفلم ممثّلين جددا من الشباب عن قصد، لأنّ الشباب هو الّذي
قام بالثّورة وكان وقودها، وأتحت لهم الفرصة في العمل السّينمائيّ، و كان
الشباب أمام الكاميرا وخلفها وهي مخاطرة بنفسي و بالفلم من أجل هذا
الشّباب، وأنا من يقود الممثلين وإذا كان هناك أي إخفاق فأنا من يتحمل
مسؤوليته وليس الشباب ولكننا نجحنا والحمد لله ، وأنا أتحدّى الإعلامية
المذكورة أو غيرها إن كان الفلم مملّا أو أنّ هناك ممثّلا من جميع
المّمثلين الكبار أو الصغار، لم يؤدّ دوره كما يجب، فهذه مهمّتي بالأساس
حتّى لو كانت تجربتهم الأولى في التّمثيل.
وأريد أن أقول أنّ هذا
الشّباب أبدع وأبكى الحاضرين حتّى من رجال أمن ووزراء داخليّة قدامى. لكنها
ضحكت على بكاء من حولها لأنهم رأوا أنفسهم في الفلم في حين رأت هي نفسها
وآخرين مثلها في الجهة المعتدية على الذين بكوا في الفلم وخارجه، وهم الذين
كانوا يفعلون الأفاعيل التي رأتها في الفلم وكما يقول المثل التونسي "المجراب تهمزو مرافقه".
والملخص أن الفلم حدد مواقع الناس وكل يرى نفسه في أي موضع كان.
الحوار نت: يوم الإربعاء 7 جانفي عرض فلم "صراع" للإعلاميين كيف كان تفاعلهم بعد العرض؟
المنصف
بربوش: الحق أنني لم أر كل ما كتب وقيل عن الفلم، وقد قرأت بعض المقالات
وأنا في الطائرة إليكم وكلها تحدثت بإيجابية عن الفلم.
التّفاعل كان
جيّدا عموما و قد أسعدني ذلك. ولكني بقدر سعادتي حزين ومتألم وكثيرا ما
يختلط الحزن بالفرح للّذين يقبعون و يعذّبون في السّجون بعد الثّورة بسبب
أفكارهم وآرائهم.
وكانت فرحتي ستكون أكبر لو كان ياسين العيّاري خارج السجن حرّا، ولو كانت السيدة إيناس بن عثمان كذلك.
ولن تكتمل فرحتي مادام في تونس بعد الثّورة سجناء رأي وسجناء سياسيّين، فذلك عار على تونس الثّورة الّتي ألهمت العالم وألهمت الشّعوب.
الحوار نت: هل تعتقد أنّ مهمّتك بدأت بفلم صراع أم انتهت؟
المنصف بربوش: لا أبدا، مهمّتي لم تنته ولن تنتهي ، الحمد لله أنا بدأتها منذ 35 سنة وسأواصلها.
في الحقيقة كانت لي 3 أهداف من فلم صراع،
الهدف الأوّل أن لا يُعتدى على الحرمة الجسديّة والفكريّة للانسان التّونسي في المستقبل.
الهدف الثّاني أن يفهم التّونسيّون أن ليس لهم مستقبل إلاّ بوحدتهم لتجاوز المآزق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة وغيرها.
الهدف الثالث هو دفع المشاهدين إلى حوار حقيقي وعميق حول محتوى هذا الفلم
وحول استرجاع حقوق النّاس وردّ الاعتبار إليهم ومعرفة الحقيقة، والاعتراف
بما حصل للّذين اضطهدوا، ولسنا طلاب انتقام أو زج بالناس في السجون، وإنما
هدفنا هو عدم تكرار تلك المآسي.
الحوار نت: كيف جمّعتم كلّ هذه المادّة ؟
المنصف بربوش: كنت قد جمّعتها من عدّة جهات ومن عدّة شخصيّات ومن عدّة ضحايا و من تجربتي وما حصل لي في حياتي أيضا.
الحوار نت: لكنّك غيّبت دور المَهْجَر في الفلم، وهل يمكن أن يفرد المُهجّرون بعمل مثل "صراع"؟
المنصف بربوش: أنا لم أغيّب دور المهجر وآمل أن أفرده بعمل خاص، ولكن دور
المهجر مذكور، فخلال العرض لمّا سمع المشاهدون أنّ النّقود التي سلّمت
كإعانة لزوجة الأستاذ السجين كانت من الاخوة في المهجر كلّ القاعة احتفت
بذلك وصفّقوا طويلا، وهي حقيقة عبارة عن رسائل موجزة وهادفة. و ما حصل في تونس يستحقّ مئات الأفلام و ليس فلما واحدا أو إثنين.
و كلّ شخصيّة في الفلم تستحقّ مسلسلا كاملا وليس فلما، ويجب أن نعترف أن
تلخيص 23 سنة أو يزيد من الاستبداد في فلم "صراع" هو في حدّ ذاته انجاز مهم
جداّ.
الحوار نت: هل يمكن أن تحدّثنا عن تكلفة انجاز الفلم؟
المنصف بربوش: تكلفة فلم من هذا النّوع لا تقلّ عن مليار وأربع مائة مليون مليم تونسي (مليون و400 ألف دينار تونسي)، وأنا لم أكلّف هذا الفلم الاّ 380 مليون مليم (380 ألف دينار تونسي)
لأنّي اقتصدت في أشياء كثيرة و تطوّع أناس كثيرون لهذا الفلم وهناك أناس
إلى حدّ الآن لم يتقاضوا أجورهم لأنّ وزارة الثّقافة كانت وعدتني بالتّمويل
ثمّ تراجعت عنه وأعلموني في آخر لحظة أنّ الملف قد فُقد من الوزارة،
واضطررت إلى تقديم ملفّ آخر في آخر الأجل. و رغم كلّ هذا لم يموّلوا الفلم
مثلما وعد الوزير السّابق للثقافة السيد المهدي مبروك.
وكنت أعوّل حقيقة
على هذا التّمويل لتسديد ديوني وخاصّة الدّيون التي اضطررت إليها بسبب
غياب التّمويل. وأتمنى أن توفّ الوزارة بوعودها وتدعم الفلم وأن لا يكون
فلم صراع على خلاف غيره من الأفلام مستثنى من الدعم.
الحوار نت: نشكرك سي المنصف على تفضلك بالحوار معنا ونتمنى لك ول"صراع" مزيدا من التوفيق.
المنصف بربوش: شكرا لكم على إتاحة هذه الفرصة وبارك الله فيكم.
حاوره في ألمانيا: طه البعزاوي
يوم 9 جانفي 2014